عماد المدير العام
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 21/05/2009
| موضوع: دمــــوع الخشــــيـة الجمعة أبريل 27, 2012 9:10 am | |
|
[center] الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله( صلى الله عليه وسلم) وبعد :
أن للبكاء فضائل وأجور عظيمه أعدها الله لمن دمعت عيناه من خشيته ووجل قلبه من مراقبته سبحانه ومنها :
* فضل من بكى من خشية الله :قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله .... وذكر منهم : ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" (رواه البخاري ومسلم)
*أن الباكي من خشية الله لاتمس عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشيت الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" (رواه الترمذي وصححه الالباني)
*إن الباكي من خشية الله لايدخل النار : قال (صلى الله عليه وسلم) :"لايلج النار (أي لايدخل النار) رجل بكى من خشية اللخ حتى يعود اللبن في الضرع "
*إن الباكي من خشية الله لاترى عينه النار : قال (صلى الله عليه وسلم) : "ثلاثة لاترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله" (رواه الطبراني وحسنه الالباني )
*أن الدمعة الخاشعة يحبها الله : قال (صلى الله عليه وسلم ) :"ليس شيء أحب الى الله من قطرين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله..." (رواه الترمذي وحسنه الالباني)
*أن البكاء من خشية الله هو النجاة : عن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال : قلت يارسول الله ! ما النجاة ؟ قال : "أمسك عليك لسانك ،وليسعك بيتك ،وأبك على خطيئتك " (رواه الترمذي وصححه الالباني)
حالة (صلى الله عليه وسلم ) مع البكاء من خشية الله : عن مطرف عن ابيه قال : "رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) يصلي ولصدره أزيز كأزيز الرًحا من البكاء ) "أي :كصوت الرحا" (رواه أبو داود وصححه الالباني)
حال السلف رضي الله عنهم مع البكاء من خشية الله
* قال أبو بكر (رضي الله عنه) : " من أستطاع ان يبكي فليبك ، ومن لم يستطع فليتباك "
*وخطب أبو موسى الاشعري (رضي الله عنه) أهل البصرة فقال :أيها الناس ،أبكوا،فأن لم تبكوا فتباكوا ،فأن اهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ،ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها الفن لجرت.
*وقال أبن عمر (رضي الله عنهما): لان ادمع دمعة من خشية الله ،أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار.
* قال أبو الدرداء (رضي الله عنه): "أبكاني ثلاث: هول المطلع ،وانقطاع العمل،وموقفي بين يدي الله ، لاأدري أيؤمر بي الى الجنة، أم الى النار" وقد شكى رجل الى أم الدرداء القساوة من قلبه،فقالت :عد المريض ،وشيع الجنازة وأطلع في القبور.
* فبعد كل هذا هل تريد أن تخشع الى درجة البكاء ؟هل تريد ان تخشع بمجرد ذكر الله سبحانه وتعالى _كيف تبكي من خشية الله؟
-الجواب:
أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك من خلال هذه المحطات :
1. استشعار الخوف من الله تعالى .
إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) الإسراء/109
2. قراءة القرآن وتدبر معانيه .
قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 ) وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58
عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء ، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) قال : " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري ومسلم .
3. معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة .
عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ والة وسَلَّم : " لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ " . رواه الترمذي والنسائي .
وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) "تحفة الأحوذي "
وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ واله وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري ومسلم .
ويمتاز البكاء في الخلوة على غيره ، لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، وبعيدة عن احتمال الرياء ، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
4. التفكر في حالك وتجرؤك على المعصية والخوف من لقاء الله على هذه الحال .
كان بعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن الله تعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنى فإني غضبان عليك ، ولهذا كان سفيان يبكي ويقول أخاف أن أسلب الأيمان عند الموت .
وهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جاراً له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله ، فقلت : ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي .
-لقد كان السلف كثيري البكاء والحزن ، فحين عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟! قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟ وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن ؟ قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي ، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يصنع بي ..! -وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت .
-وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي .
-وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .
5. استشعار الندم والشعور بالتفريط في جنب الله .
فدموعُ التائبين في جُنْحِ الليلِ تروي الغليل ، وتشفي العليل ، كما قال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري فـي تأويـل قوله تعالى (أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ) النجم/59 – 61 :
" لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه ، ( وأنْتُمْ سامِدُونَ ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عن آياته ! "
6. البكاء من الشفقة من سوء الخاتمة
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما مرّ رسول الله صلى الله عليه والة وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أن يُصيبكم ما أصابهم ؛ إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم رأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) . رواه البخاري ومسلم .
وقد ترجم النووي لهذا الحديث بقوله : ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك ) .
7. سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) .
[/center] | |
|
نورهان المديرة العام
عدد المساهمات : 204 تاريخ التسجيل : 23/05/2009
| موضوع: رد: دمــــوع الخشــــيـة الخميس مايو 31, 2012 9:39 am | |
|
عزيزي
آثابك الرحمن الجنان طبتِ وطابت ايامك
| |
|